Waref Blog Presents

Waref Blog Presents

الخميس، ديسمبر ٠٨، ٢٠٠٥

شهر في وحدة الكوبلت

بسم الله الرحمن الرحيم

إن ما سوف أحكيه الآن أيها الأصدقاء لهو شيء من واقع حياتنا وقد شاهدته بعيني ولعلي أجد لكم منه عظة تستفيدون منها في حياتكم وقيمة تعرفونها وتعلمونها لمن بعدكم
فلقد مــر شهر مايو 2005 وهو مليء بالأحداث التي حدثت لي من مرض واجهت فيه الموت ومن وجوه شاهدتها تصارع الموت ومنها من تمكن الموت منها، ومنها من سوف يتمكن منها ولا زلت أسأل الله الرحمة لمن هم يعانون من تلك الآلام
ففي شهر مايو كان موعدي في سنة الامتياز مع وحدة علاج الأورام المسماة بوحدة الكوبلت ، ولا أنكر فضل هؤلاء الأطباء الشرفاء في تعليمي وفي تفانيهم في علاج المرضى والاهتمام بهم
وفي ذلك الشهر كان موعدي أيضاً مع الالتهاب الرئوي ومع الموت شخصياً
ففي عشرين يوماً مكثت بين البيت والمستشفيات والمعامل باحثاً عن علاج للسعال الذي أصابني في البداية وبدأت الآلام تزحف نحو رئتي ، وبدأ صوتي يتغير ، ثم ارتفعت درجة الحرارة وصار صدري يضيق وتنفسي يصعب إلى أن قالت الأشعة رأيها فيما أشكو منه
Left Lobar Pneumonia with multiple Pulmonary cysts
أي التهاب رئوي بأحد مقاطع الرئة اليسرى مصاحب بأكياس ملتهبة على الرئة
واستمر هذا الصراع الذي لجأت فيه إلى حقن المضاد الحيوي وأصبت فيه بحالة جعلتني أتمنى الموت الذي كان هو قريباً مني في تلك اللحظات
إلــى جســـدي أقبلـي لاجئه وأرديـــه أيتهـــــا الأوبـئه
ولا تتركــيــه ســــوى جثـةٍ بهــا ميتة ٌ مــائــة بالمائه
لأخلص من نزعـات الهموم ومن عيشةٍ عشتها خاطئه
ومــن ألـــمٍ مستحل ٍ دمــــي وأشعـــر طعنتـه في الرئه
وبعد أن انتهت تلك الفترة الأليمة وعدت إلى سابق طبيعتي قلت في نفسي : الحمد لله الذي عافانا ، إنها رحمة من الله أنني لست مدخناً ولا أطيق رائحة الدخان ، فربما كانت المدة طالت علي لسوء حالة رئتي من التدخين وربما أيضاً لم تكن لتمر بسلام ولكنه تقدير الله ، فالمدخن مسكين رئته غير نظيفة وغير صحية وقد تستقبل الأمراض بشكل أعنف وهذا بالفعل ما لاحظته في الوحدة التي عدت للعمل بها بعد مكوثي بالفراش
فوحدة الكوبلت مختصة بعلاج الأورام والسرطانات (والكوبلت 60 هو مادة مشعة مشتقة من معدن الكوبلت الأصلي لها تأثير على الأورام السرطانية وخاصة أورام الثدي) وهناك وعند متابعة حالات المرضى لاحظت التالي
معظم من يعانون من السرطانات الخطيرة مدخنون (وأقصد بها الغير مستجيبة للعلاج)ـ
جميع من يعانون من سرطان الرئة مدخنون بلا استثناء ما عدا مريضاً واحداً اسمه عم بيومي ، عم بيومي لم يكن مدخنا ولكنه كان يعمل في مخزن للدقيق لمدة 27 سنة مما يجعله يتعرض للحبيبات الدقيقة ، بالإضافة إلى تواجده في نفس المكان مع أحد المدخنين مما عرضه أكثر للإصابة بالسرطان
بسؤال عم بيومي والاطلاع على تذكرته العلاجية كان هناك نقطتان في غاية الأهمية
الأولى : سرطان الرئة له أربعة أنواع باثولوجية (معملية) وحالة عم بيومي هي الأفضل في الأربعة بل وكانت تستجيب للعلاج - إنما كانت تسوء مرة أخرى بسبب إصابته بمرض الكبد
الثانية : الرجل المدخن الذي كان يعمل مع عم بيومي علمنا أنه كان مريضاً ومحجوزاً بوحدة الكوبلت وتوفي منذ 3 أعوام
كان هناك ميل عام من المرضى على نصحنا بخطورة التدخين ، وقال أحد المرضى: يا ليتني لم أعرف الدخان هو الذي أتى بي إلى هنا وجعلني ذليلاً للمرض ، كثيرون لم يدخنوا وكم أحسدهم على وجودهم بالخارج يتمتعون بحياتهم ، إنما ما المتعة التي أجدها وسط الأسرّه ووسط الأدوية والكيماويات التي ترفع الضغط وتؤذي الكلى ؟
وهناك قصة أخرى أود أن أحكيها لكم عن الطفلة شيماء والتي عاصرت قصتها أيام وحدة الكوبلت
وإلى لقاء آخر بإذن الله

1 تعليقات:

  • عزيزى وارف او اسلام ايهما

    لا استطيع ان اخبرك كيف كانت قصتك مؤثره جدا واشعرتنى بالحزن والاسى على ما آل اليه حال الصحه فى مصر واحب ان اقول ان الطفله مروه تم قتلها ولم تمت موته طبيعيه وان كل من ذكرت اسمائهم اشتركوا فى قتلها عمدا ويجب ان ينالوا جزائهم

    وبالنسبه لزميلك طبيب الامتياز فانا اريد ان احييه على شجاعته واريد ان اسالك ما اسمه ولماذا لم تذكر اسمه هل خوفا عليه من بطش هاؤلاء ام ماذا

    وبالمناسبه هل صحيح هذه الاسماء التى ذكرتها صحيحه وهل بالفعل الواقعه صحيحه واذا لم تكن صحيحه فانا اريد معرفه الاسماء الصحيحه للابلاغ عنها بتهمه الاهمال

    واحييك مره اخرى على اسلوبك واستخدامك للالوان فلقد عبرت عن السلبيه باللون الاحمر وعن الايجابيه بالازرق وعن عدم القدره بالاخضرى وعن الاسماء المهمه بوضع خط تحتها

    واذا هناك سريه ابعتلى الاسماء على بريدى الالكترونى
    meshmesh755@yahoo.com

    باااااااى

    حسب Anonymous غير معرف, في ٣١/١٢/٠٥ ١٨:٠٦  

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]



<< الصفحة الرئيسية