Waref Blog Presents

Waref Blog Presents

الجمعة، ديسمبر ٠٩، ٢٠٠٥

من ليقف ضد سرطان الأطفال ؟

بسم الله الرحمن الرحيم

في المدونة الخاصة بيوم 8 ديسمبر ذكرت أنني سوف أقص لكم قصة الطفلة شيماء وذلك أثناء تواجدي بوحدة الكوبلت .. وبالرغم من أنه كان شهراً مثيراً إلا أن دموع الحزن سقطت في ذلك اليوم .. ليس مني فحسب !! بل من كل الموجودين
شيماء أيها الأعزاء طفلة في الثامنة من عمرها كانت تلهو مع أصدقائها الأطفال في الحي .. في المدرسة.. في الحدائق.. كانت تسكن في أحد ضواحي القاهرة وتلك الضاحية تتسم بالفقر
حدث في يوم ما أن ارتفعت درجة حرارتها ، ومن المعتاد أن نرى طفلاً ترتفع حرارته فنعطيه مسكناً وخافضاً للحرارة ومضاداً حيوياً كعلاج مبدئي ، المهم أن الحرارة هبطت ولكنها عادت مرة أخرى خلال أيام للارتفاع ثم أغمي عليها داخل فناء المدرسة
ونظراً لتدهور الخدمات الصحية والبطء وسوء المعاملة تأخر تشخيص شيماء ، وكلما ذهبت عند طبيب يقول لها تشخيصاً غير الطبيب السابق له ، ويلغي العلاج الذي أعطاه معطياً علاجاً آخر (وهذه إحدى المساوئ الموجودة في السوق المصرية ، أن يتحيز الطبيب لشركة دواء معينة لمجرد أنه يتعامل معها بغض النظر عن فاعلية الدواء) والأكثر سوءاً من ذلك أن كل طبيب يهاجم من قبله وينعته بالغباء
كل هذا وحالة شيماء تسوء وجسدها يضعف ، إلى أن تم حجزها في مستشفى الأطفال بالدمرداش ، ومع أول تحليل لصورة الدم وجدوا لديها هذا التشخيص
Acute Lymphoblastic Leukemia
لوكيميا الدم الحادة وهي أحد أنواع سرطانات خلايا الدم ، ولكنها كانت في حالة متأخرة جداً
تم تحويل شيماء إلى وحدة الكوبلت لتلقي العلاج ، وهناك لقيت ربها ولسان حالها يأسف لما وصلت إليه الخدمة الصحية في مصر
أنا لست هنا أيها السادة بصدد انتقاد ما يحدث ولكن نريد إيقاف ذلك والبدء في إيجاد حل مناسب لنمتع أهل بلدنا الحبيب بصحة أفضل وبخدمة ممتازة وأداء متقن ، ولنمنع مشاهدة تلك الأمراض القاتلة في مستشفياتنا ولذلك أنا أؤيد كل ما سوف يتلو ذكره
-التبرع لبناء مستشفيات جديدة
-التبرع لبناء مستشفيات متخصصة
-إضافة الأجهزة العلمية الحديثة والاستعانة بأفضل من يعملون عليها
-تصنيع تلك الأجهزة في مصر عن طريق مصانع متخصصة
-تحسين الخدمات الصحية وإدخال الكمبيوتر في جميع المستشفيات الحكومية والخاصة
-دعوة الناس إلى حملات التبرع بالدم
-تدريب الأطباء بالخارج لاكتساب الخبرة
-توعية الناس بأخطار الأمراض المختلفة والإسراع إلى علاج الحالات الصعبة
-توعية الناس ضد الجهل والأمية
وقبل ذلك كله أن نتقي الله في عملنا وفي أهلنا وفي بلادنا وأن تكون نيتنا صافية خالصة لوجه الله مستيقظة داخل ضمير مستيقظ مؤمن بالله وذلك من إصلاح أنفسنا وحبنا للعمل
ولا أنسى قبل أن أختم كلامي أيها الأصدقاء أن أدعو لشيماء ولجميع المرضى الذين راحوا ضحية ذلك المرض بالرحمة والمغفرة عند الله سبحانه وتعالى
وأرسل تلك القصيدة المعبرة عن القصة السابق ذكرها وأتمنى التوفيق من الله
وألقاكم على خير بإذن الله
.
.
شيمــــاء
قصيدة طفلة راحت ضحية السرطان

شيماء هل أنت يا شيماء سامعتــــي أم أنك اجتزتِ دنــيـا الصوت للأبدِ
هل تسمعين مناداتي إذ ارتفعـــــــت بي نبرةٌ من صراخ ٍ ملــؤه كمـــدي
شيماء هل أنت من أعلى فراشـك أم شبهٌ بها روحها فرت من الجســــدِ
ردي عليّ ارحمي عيني التي ذرفت فالدمع ألهب وجهي واستحــلّ يدي
غير البكاء ودمع النعــــي لست أرى حولي وفي كل مرآةٍ بـلا عــــــــددِ
يا زهــرة ً بــــــوريـقـاتٍ ثـمـانـيـــةٍ كمثل عمرك بالتحديد يوم غــــــــدِ
أردتُ إطفاء شمــــع العيد تحملـــــه يداكِ لكـنّ ليل الحــزن لــــم يُــــرِدِ
شيماء لا تذهـبـــي عنـــا فأنـت لنــا سر ابتسامتنا إن تمـــض تنــجــردِ
"لمن تنادي" يناديـنـــــي بسخـــريــةٍ ظل المنية حـــــــراً غير مستـنــــدِ
الموت للمرء أدني من أظافــــــــره متى وأين يكن يسـبـقـــه إن يـعـِـــدِ
شيماء في دفتري مكتوبة ٌ سلـفــــــاً ولا أبــدّل مــا أسلفـتـــُــه ُ بـيـــدي
علمتُ شيماءَ في ناديكمُ عُـشـِـقـــت فلتذكروهــا بحبٍ مخـلـص ٍ خـلـِـدِ
وقد علمتم بشأنــــي حيـــن آخــذهـا إن أنتزعها إلـيــكـــم قـــط لا تعـُـدِ
آهٍ أقــول ويـــا شيماء مــا بيـــــــدي إلا ذكرتك ذكـــراً غيــــــر منفــردِ
كانت بألوان قوس الطيف لاهيــــة في صفحةٍ مثـلِـها بيضاء في سَعَدِ
للكون ترسل صوتاً ملـؤهُ ضحـــكٌ تراه يضحك للوجه المُضي الرغدِ
كانت إذا لمح العصفور خطوتــهــا يظـل منها قريباً غـيـــر مـبـتـعــــدِ
خفيفة الظل في بسماتـهـــا مــــرحٌ وحسنها حين تبكي غــيــر مـفـتـقـدِ
كمثلها وهي في بستــان طيـبـتـهـــا بالقلب في سائر الأطـفــال لــم يردِ
رقيقة ٌ .. دمهـــا كالشـهــد تحسبـه محبوبة ٌ كضياء الشمـس في بلدي
لكن ّ أنقى دمٍ .. بالحب نعـــرفــــه سـارٍ به سرطانٌ مُـقـصــر الأمـــدِ
ماذا أقول .. على شيماء وا أسـفــا اغتالها المرض الملعون عـن عمدِ
على فراشٍ كمثل السجن يحبسـهــا في نومها ســرطـــان ٌ أسود العقدِ
يجوب في جسم أحلى طفلـة ٍ ألـــم ٌ لم يشك منه ولم يشـعــره من أحـدِ
محمومة ٌ في انتظار الموت قد مكثت والداء يمضي سريعاً داخل الجسدِ
حتى استكانت بمثواها بلا حـــــركٍ شيماءُ في مشهد المأســــاة والكمدِ
هنا على الأرض قد شاهدتُ دميتها آلامهـا أسقطتها مــــن أرق ّ يــــدِ
شيماء جفـّت ينابيع الندى وجفــَــت كل الطيور بساتين الصفــا الأبدي
وموجة البحر دمع الحزن تحـمـلـــه مداً وجزراً وسيل الدمع فــي مددِ
نهاية ٌ هــي لا تـُـــنـســـى ويرسمهـا أني أنادي وصوت الرد لم يـفــِــدِ
ــــــــــــ
رسالة ٌ لرحيمي القـلــب أرسـلـهــــا أن يا قلوب لبــِـــرّ العــالـم اتحدي
كمـثـــل شيماء آلاف ٌ مؤلـــفــــــــة ٌ يرجون منقذهم من مؤلم ٍ وجـــِــدِ
صوت الصغيرة في الآفـاق مرتـفعٌ يناشد الكون قم يا كون واجـتـهــدِ
يبقى ينادي وإيــــــانـــــا يـنـبـّــه أن لا نكسلن ّ عن الثاوين فـــــي كبـَـدِ
في كل ثانيةٍ يســـبــــي ضـحـيـتــــه داءٌ لعيــنٌ بوقــع ٍ غـيــر متــّــئـــدِ
لا نجعـلـــن ّ لـــه كـفـــّــاً يحركـــــه نحو الهلاك ولا يربحْ ولا يــــــزدِ
هيا إليــه بسيــف العلم نـســــحــقــه وحبـِـنا الخيرَ للأطــفــال نحـو غدِ
بنـــا نقيــــم سـويّــاً هـيــكلا ً يــــدهُ تقيم هيكل عظم ٍ للبنــا الأســـــدي
أولادنا هــم فـقـل مــن غيرنـا لهــمُ حتى يساعد طفـلاً ليـّــن العـضــدِ
لا تتركوا الغول يفتــكْ نابُـهُ بـهـــمُ وأوقفــوه بكــل الجـــد والجـلـــَـــدِ
إن نقتـل السرطان اليوم نـُحيـــِـهـمُ بيت السعادة في بشـر ٍ وفــي رغدِ
الخير آتٍ يناديكــــــم أن اجتمعـــوا حتى بكفـّـيه تـمـحـــوا علــّــة الولدِ
هيا انشروا رحمـة ً تقضي لراحتهم لكــم تهيـّـــئ أسبابـاً إلى الرشــَـــدِ
أرجوكم ابنوا لهم بنيـــان عافـيــــة ٍ يعــلــو بكم في علـوّ ٍ ثابــت الوتـدِ
كونوا لهم وابذلوا قصوى جهودكمُ فمن إلى المجد يقصدْ غايــة ً يجدِ

1 تعليقات:

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]



<< الصفحة الرئيسية