Waref Blog Presents

Waref Blog Presents

الجمعة، يناير ٢٧، ٢٠٠٦

الوجه الآخر للعملة الرخيصة 2

بسم الله الرحمن الرحيم
ـ
لا أعرف ما هو السبب بالتحديد الذي يقابل شعور الناس نحو طبيب الامتياز بالاستهانة وربما التحقير من شأنه على أساس أنه طبيب جاهل أو حمار كما يقول العامة ، إلا أننا لو اطلعنا على الوجه الآخر للعملة لوجدنا السبب الرئيسي في سوء المعاملة وسوء التدريب مثلما وضحنا في المدونة السابقة يوم 22 يناير
فنظرة الناس إلى طبيب الامتياز قد لاحظتها
فالمرضى حتى بعد أن تعاملهم معاملة جيدة ثم يكتشفون أنك طبيب امتياز تتغير نظرتهم نحوك إما بالتجاهل أو بالخوف على حياتهم وربما يفقدون الثقة فيك نهائياً وتظل مفقودة إلى الأبد حتى لو حصلت على أعلى الشهادات
حتى التمريض كذلك (هل تعرفون ما هو التمريض في المستشفيات الحكومية؟) ففي البداية تعتقد الممرضة أنك نائب وتظهر لك الولاء والاحترام وربما الخوف وبعد أن يتبين أنك امتياز تظهر العبارات التالية
والله احنا ماعندناش لا كانيولات ولا سرنجات ولا محاليل ولا أدوية ولا حاجة وروح دور في الوحدات الثانية
والله يا ابني احنا مش فاضيين نشوف المريض شوفه انت ولا انت مش دكتور ولا ايه
والله يا ايني روح اندهلي النايب ولا حد كبير بيفهم اعرف اتكلم معاه اصل شكلك واكل فسيخ النهاردة
والله يا عم الحاج روح هاتلي بلاستر من جوه اصلي مش فاضية
شوف حد من بتوع الامتياز يصحح الغلطات في تقرير الاشعة وبالمرة كمان يكتبه على الكمبيوتر اذا كان بيفهم فيه
شوف حد من بتوع الامتياز يزق العيان لغاية الاشعة المقطعية ويودي العينة لبنك الدم
النائب يرى في أطباء الامتياز أنهم نموذج للإهمال والاستهتار والجهل وعدم تحمل المسئولية ، وينسى أنه منذ أشهر قليلة كان امتيازاً ومحترف تزويغ وقعدة على القهاوى ولما ربنا فتح عليه بالنيابة افترى على الأصغر منه (والله معه حق)ـ
لذلك علاقة النائب مع مرءوسيه هي علاقة السجان والمسجون ، أو المعذب بكسر الذال والمعذب بفتح الذال ، في مشهد الذل الذي يبين لنا أن المستشفى الجامعي هي عبارة عن قطعة من معتقل جوانتانامو الشهير
النائب الشاطر هو من يكسب أطباء الامتياز ويكون صديقاً لهم ، وليس من يوريهم العين الحمراء ، لأنه يتعامل (كما يتخيل) مع نماذج من التمرد والعصيان (والكفر بالنعمة) على حسب الادعاء
ولكن ما نراه من إعطاء النائب لأحوال الامتياز هي الاختصاصات التالية:ـ
ـ
الذهاب إلى بنك الدم لتحضير أو استلام الدم والبلازما وما شابههما
الذهاب إلى المعمل لتسليم العينات
الذهاب إلى المعمل لإحضار أنابيب
الذهاب إلى الرعاية المركزة (ليس للتدريب) ولكن لتوصيل عينة غازات الدم
ABG
الذهاب إلى المعامل والأشعات لاستلام التقارير
الذهاب إلى طبيب التخدير لإيقاظه لأن هناك عملية (مع تحمل الشتيمة والتهزيء)ـ
الذهاب لتوصيل المرضى إلى الأشعات والمناظير وغرف العمليات وربما لا يسمح له بالدخول معه ليتعلم
الذهاب لتوصيل المريض إلى أطباء التخصصات المختلفة وعليه انتظار الطبيب إن لم يكن موجوداً أو بيشرب سيجارة في الخارج وربما البحث عنه في جميع أرجاء المستشفى مع بهدلة المريض إن لزم
الذهاب إلى البوابة لمنع الزيارات والـ(زعيق) في أهل المريض إن لزم
الذهاب في سيارة إسعاف مع مريض للبحث عن رعاية مركزة في القاهرة وربما انقلبت السيارة إلى ميكروباص والامتياز ينادي : جيزه جيزه جيزااااه ، وليس شرطاً أن يكون على علم بحالة وتشخيص المريض المهم يوصله وخلاص ، وربما تعرض للإيذاء من النائب إذا سأله عن تشخيص المريض فالرد الطبيعي هو (أنا مش فاضي) أو (اسأل اهله)ـ
الذهاب إلى التخصصات ليستسمح النائب ويتذلل له من أجل ميعاد مبكر لإجراء الكشف على المريض المحجوز لديه في القسم (وعادة محدش بيسمعه) والبركة في كونه ميزو
الذهاب للبحث عن غرف خالية للمرضى الزائدة سعة القسم عن احتياجهم وذلك في الوحدات الآخرى
الذهاب لإحضار سرنجة أو كانيولا للنائب ولازم تكون السرنجة مقياس 10 والكانيولا حمراء وصناعة ألماني لأن الصيني معفن وغير معترف به ولازم القسطرة حجم 18 لتعذيب المريض مع عدم استخدام "جل" لأنه مش مهم وممكن يقلب اليوم بحاله من الساعة 8 إلى 2 في إحضار الكانيولا
الذهاب لإحضار كانيولا أخرى إذا فشل النائب في تركيب الأولى والتي مكث المسكين الغلبان 6 ساعات في البحث عنها وكل ما يروح وحدة يقال له "الحاجات دي تبع الوحدة بتاعتنا ابقى خلي نوابك يوفروا"ـ
الذهاب بالتقارير من وإلى وإن لزم الأمر تصويرها على حسابه
الذهاب لإحضار تذاكر المرضى من على أسرتهم ومن الأقسام الأخرى ومن الشبابيك ومن صناديق القمامة بل ومن الحمامات
الذهاب للبحث عن الشكوى التي قدمها النائب في زملائه أطباء الامتياز للتوقيع عليها كشاهد وذلك لأنهم غير ملتزمين ومتهمون بتهمة عدم ارتداء الشراب في وجود حضرة المدرس المساعد بك والمدرس باشا والسلطان رئيس الوحدة
الذهاب لإحضار عشاء للنائب في النوبتشيات الليلية ويا ويله اللي يأخذ منه فلوس
ـ
هذا ملخص حياة طبيب الامتياز أو طالب الامتياز كما يحلو للبعض أن يردده في مستشفيات جامعات مصر ، والغير موجود في أي مكان بالعالم ، والذي يحلل له مرتب شهري وقدره 150 جنيهاً على ما أعتقد أو ما يوازيه خبزاً وبيضاً غير الخصومات والمستنقعات
أخذنا معلومة في الاقتصاد تقول أن العمل بلا هدف هو عقوبة ، أي أن عمل طبيب الامتياز هو عقاب والمقولة صحيحة
فعبارة عن 95% من عمل طبيب الامتياز المصري هو ما يسمى ركوستات والمعروف في أوربا والدول المتقدمة باسم
Dirty Work
وهذا النظام ابتكره أحد أساتذة الجامعة في الولايات المتحدة عقاباً لأطباء الامتياز في وحدته لأنهم لم يحضروا فعاقبهم بتكليفهم بأعمال غير أعمالهم الرسمية ، وانتشر هذا النظام كعقاب على مستوى العالم
ولكن عندما يكون العقاب في أمريكا هو العمل نفسه في مصر ؟؟ هل تعتقد أن العملة التي تخرجها تلك المستشفى سوف تكون حقيقية أم مزيفة ؟ عندما نجد طبيباً يقوم بأعمال الشيالين والخدم والسائقين فكيف يكون احترامه ومظهره أمام المريض ، وأمام الله
هل ذلك عليه ثواب كما يعتقدون ؟ لا بالتأكيد
أولاً : لأن الامتياز يرغب في أن يتعلم ولكن عندما يفاجأ بتكليفه بعمل أعمال غريبة !! سوف يكون قرفان زهقان متضايق على رأي الأغنية والعمل بغير الرضا والمغضوب عليه ليس له ثواب
ثانياً : إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه ، أنت كطبيب امتياز لا تتقن عمل الشيال وفي نفس الوقت لا تعمل ما يجعلك طبيباً ، بل تقوم بعمل ليس عملك ! فأين الاتقان ؟ وأين الثواب؟
ـ
إذا أديت ركوســـــــت الجراحه ..... فخذ من بعدها يوميــن راحه
وإن قصرت في الركوست يوماً ..... فلا تحزن إذا قالوا الصراحه
وكـفــّــر بالنبطشيـــــــــات عنها ..... فتلك وسيلـة العفـــو المتاحه
ـ
عمل الامتياز أيها السادة هو سلسلة التعلم في المدونة الأولى وليس مجموعة الذهاب كما في هذه المدونة
ربما لهذا السبب شهادة الطب المصرية مهددة بعدم الاعتراف بها منذ 2008 إذا ظل الحال كما هو، في حين أن شهادة السودان بدئ في الاعتراف بها فهل هذا عقل ؟؟؟ـ
أعزائي القراء ، كل ما ورد في هذه الرسالة صحيح ، والمهزلة داخل مستشفيات مصر الجامعية يجب أن تتوقف نهائياً
يجب أن يتوقف موضوع كتابة الشكاوى الظالمة في زملائنا أطباء الامتياز الذين تغيبوا لظروف خارجة عن إرادتهم ، وإعطاء جزاءات دون التحقيق فيها
يجب أن ينتهي مسلسل تحكم التمريض في نظام المستشفيات وسيطرتهم على النواب وعلى حياة المرضى
يجب أن يموت ويندثر نظام الركوست وأن يعود إلى سابق عصره كوجه زائف وليس كأصل في معاملة أطباء الامتياز
يجب أن يتم الحكم بالإعدام على نظام "هذا ما وجدنا عليه آباءنا " والبداية في تطبيق التطور وإدخال الكمبيوتر
يجب أن يتوقف مسلسل عدم قيام العمال بوظائفهم وترك شيل المرضى والذهاب بالعينات حملاً على كواهل أطباء المستقبل
يجب أن يتوقف مسلسل التعذيب ومسلسل اذهب ويبدأ عالم تعلم واعرف وابن مستقبلك
يجب أن يتوقف مسلسل تعذيب المريض المصري وأهله واعتبارهم عبيداًُ يستحقون العقاب
يجب أن يتوقف كل إنسان لحظة واحدة أمام هذه الرسالة لقراءتها وأن يوصلها إلى المستويات العليا لمعاقبة المسئولين عن هذا النظام الفاسد
ـ
اللهم إنا نسألك العفو والعافية
اللهم اهدنا واهد بنا
اللهم أحسن وضع مستشفيات مصر
وقل رب زدني علما

الأحد، يناير ٢٢، ٢٠٠٦

الوجه الآخر للعملة الرخيصة 1

بسم الله الرحمن الرحيم
ـ
سؤال أحب توجيهه لجميع القارئين وأرجو إجابة متفقاً عليها
ما هي أكثر مهنة لا يؤدي فيها صاحبها أياً من اختصاصاته أو عملاً من أعماله ؟
الإجابة بسيطة ويسيرة : طبيب الامتياز في جامعات جمهورية مصر العربية
فمن الشائع في المستشفيات الجامعية أن نرى طبيب الامتياز يؤدي أعمالاً ليست هي أعماله الأساسية وإنما أشياء أخرى ، قد تجده مرة يؤدي عمل النائب في طلب أطباء التخصصات الأخرى ، وتارة تجده يؤدي عمل معاون الاستقبال وثمة مرة تجده شيالاً أو عاملاً ، ومن الغريب أن جميع من يراه يقول : دكتور امتياز
ـ
من قال لي إن الجراحة راحـة ٌ .... وهي العذاب مصائبٌ تتوالى
من قال لي إن النســــاء لسهلة ٌ .... وهمومها سقطت عليّ جبالا
من قال لي الأطفال جوٌّ هادئ .... ولقد كرهت لأجلها الأطفالا
من قال لي إن امتيازَ سعـــادة ٌ ..... تبت يـداه بما يقول ضلالا
ـ
ولمعرفة أبعاد القصة من البداية يتوجب علينا إدراك بعض الأسئلة وإجابتها
أولاً : ما أصل كلمة طبيب امتياز
معنى كلمة طبيب امتياز أنه طبيب حاصل على البكالوريوس ويؤدي فترة في إحدى المستشفيات الجامعية تقدر عادة بسنة واحدة وله امتياز أو حق التدريب في جميع الدورانات التي يمر عليها بحيث يؤهله هذا التدريب للعمل كممارس عام بعد انتهاء هذه السنة أو الفترة التدريبية ولا يعترف بشهادة البكالوريوس إلا بعد إتمام هذه الفترة وبتقييم لا يقل عن 60 % في جميع الدورانات التي مر عليها ، مما يؤهله بعد ذلك للتحضير لامتحانات البوست (الدبلوما أو الماجستير)ـ
أي أنه طبيب امتياز تدريب واختصاراً وتيسيرا أطلق عليه اسم طبيب امتياز أو كما في الدول الغربية
house officer
أو مسئول البيت مما يعني أنه يجب تدريبه بحيث يصبح مسئولاً حق المسئولية عن البيت الذي يقضي فيه فترة تدريبه
ثانياً : ما اختصاصات طبيب الامتياز
اختصاصاته تتركز في أن يتدرب ويتعلم المهارات التي تساعده في الحصول على لقب ممارس عام والتي يؤديها هذا الممارس في العيادة
وهذه الأعمال عبارة عن مجموعة من التالي ذكره:ـ
تعلم إعطاء الحقن بالوريد والعضل تحت الجلد
تعلم سحب عينات الدم من الأوردة والشرايين
تعلم إدخال المغذي الوريدي والمشهور بالكانيولا
تعلم إدخال الخط المغذي المركزي بأوردة الرقبة والمعروف باسم
central line
تعلم كيفية إجراء فصيلة الدم والريسس
تعلم قراءة الأشعة بأنواعها وكذلك الموجات الصوتية
تعلم سماع أصوات الصدر والقلب والبطن
تعلم فحص جسم المريض كاملاً كما هو مكتوب في كتب الباطنة والجراحة
تعلم فحص الأنف والأذن والحنجرة والعين بشكل موسع عما درس في السنوات الدراسية
تعلم قياس الضغط بطريقتيه والنبض كما ذكر في كتب أمراض القلب
تعلم قراءة التحاليل وحفظ النسب الأساسية
تعلم قراءة رسم القلب وكيفية إجرائه بالجهاز
تعلم قراءة رسم المخ ورسم العضلات ومقياس السمع
تعلم حساب كمية ومعدل الأدوية حسب السن والوزن للأدوية الشائعة وغيرها الخطيرة بالنسبة للأطفال والكبار
تعلم تركيب المحاليل والبلازما وأكياس الدم والاحتياطات الواجب اتخاذها قبل ذلك
تعلم حساب معدل نزول المحلول في الساعة
تعلم إعادة المفصل وتجبيس الكسور بالنسبة لمرضى العظام
تعلم مبادئ الولادة داخل غرف الولادة بقسم النساء
تعلم الأجزاء التشريحية داخل غرفة عمليات الجراحة أو المناظير
تعلم إدخال الحقنة الشرجية
تعلم إدخال أنبوبة الرايل بالمعدة
تعلم إدخال القسطرة البولية
تعلم قراءة الأكياس المرتبطة بالسوائل الخارجة من جسم المريض
تعلم خياطة الجروح المفتوحة ما عــدا جروح المرضى الزائد سكرهم بالدم عن 300 والنزيف من شريان أو وريد رئيسي لأن ذلك من اختصاص أخصائي الجراحة
تعلم فتح الخراج وتطهيره
تعلم الغيار بالنسبة للجروح المختلفة
تعلم خياطة الجروح داخل غر فة العمليات
تعلم قراءة المونيتور داخل غرف العمليات وماذا يعني كل رقم وكل منحنى
تعلم كيفية التعامل مع مرضى السموم
تعلم إدخال الأنبوبة التنفسية داخل القصبة الهوائية
تعلم تشغيل جهاز النبوليزر لمرضى الأزمة الرئوية
تعلم كيفية إجراء تنفس صناعي
تعلم كيفية إجراء إنعاش القلب والرئتين المعروف باسم
cardio pulmonary resuscitation (CPR)
تعلم توصيل جهاز غسيل الكلى وكذلك الغسيل البريتوني
تعلم كتابة الوصفات الطبية
وأهم نقطتين
تعلم المعلومات النظرية الخاصة بالدوران الذي يمر عليه طبيب الامتياز
تعلم كيفية عمل عرض لحالة المريض وأخذ تفصيل للمرض منه
presentation by history and examination
وأهم من ذلك
تعلم الطريقة الصحيحة للتعامل مع المرضى للحصول على علاقة جيدة تؤدي إلى خدمة طبية أفضل
تعلم الطريقة الصحيحة للتعامل مع الرؤساء باحترام وصداقة ومودة
تعلم استخراج البيانات عن طريق الكمبيوتر وذلك لتسهيل العمل
تعلم الطريقة المثلى للتواصل مع الدفعات الأصغر لتعليمهم وإكسابهم الخبرات
أرجو من سيادتكم ملاحظة أن جميع اختصاصات طبيب الامتياز هي عبارة عن تعلم ، هو مجرد متدرب يتعلم وهذه هي مهنته
ـ
جميع النقاط المستوفاة في العبارات السابقة عن تعلم ، تعلم ، تعلم .....إلخ هي بالتحديد ما شاهدته في إحدى المستشفيات التعليمية بالمملكة العربية السعودية ، وهي بالحرف ما يحدث داخل المستشفيات الجامعية بالولايات المتحدة وكندا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا والسويد واليابان وووو...... حتى مدغشقر ، هذا هو الطب وتعليمه الصحيح ، لذلك فمن الطبيعي أن نجد الدول الأخرى تتقدم في المجالات الطبية ، ويتحسن فيها أداء التأمين الصحي ، لأن كل فرد يعرف حقوقه وواجباته ، والدولة الوحيدة التي لا يحدث فيها هذا التدريب الصحيح هي (وللأسف) جمهورية مصر العربية التي نعيش فيها ، لذا فمن طبيعي الطبيعي أن نجد طبيباً ترك فوطة داخل بطن مريض ، أو أعطى علاجاً خاطئا بناءً على تشخيص خاطئ ، أو طبيب تخدير تسبب في شلل مريض لأنه لم يجر اختبار حساسية ، أو آخر يسيء معاملة زملائه ، وآخرين يسيئون معاملة مرضاهم ، والســـــر معروف
إنه الوجه الآخر للعملة الرخيصة وهو الطبيب المصري ، الذي أصبح موضع الاتهام في كل كارثة ، وهو الذي تسبب فيه سوء التدريب خلال فترة الامتياز وبالفعل هذا صحيح
وأقسم بالله لهو هذا عين الصحة وسبب تدهور مستوى الصحة ، لأن لا أحد يقوم بعمله كما يجب
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه
ونحن لا نتقن ، نحن أطباء الامتياز أصبحنا مجرد أداة تحركها أصابع نواب جاهلين لم يتعلموا بالطريقة الصحيحة لأن من علمهم أيضاً لم يتعلم بالطريقة الصحيحة ، فصار هذا الطبيب الامتياز المسكين شيئاً آخر غير طبيب ، أصبح طبيب امتياز مشاوير وتوصيلات بالطرق السريعة وللمنازل (الوجه الآخر) وليس طبيب امتياز تدريب وتعلم (الأصل) ، لنصل في النهاية إلى مجموعة من الناس منتهى غايتها التعيين داخل الجامعة من أجل الوظيفة وليس القيمة العلمية ، مجرد موظفين بالحكومة يقبضون رواتبها أول كل شهر ، أما بعد ذلك فليس هذا هو المهم ، وطبعاً هو غير ذلك الموجود خارج نطاق المليون كيلومتر مربع
ـ
طوبى لملتزمي النظامِ.... فكــذا التقــدم للأمــامِ
ولكم تقدمت الشعــــــو.... ب على الطريق بالالتزامِ
طوبى لمن هم أتقنوا .... عمـلاً تميـّــز بالتـمـامِ
الكل يعرف ما عليــ .... ــه وما له نحو القيامِ
أدى قوى مجهـــوده .... وسعى لنيل الإحترامِ
والآن ينعم في نتـــا .... ئجه فحـيّ على السلامِ
ـ
هناك بالتأكيد قلة من المحظوظين وهم من تعلم في أماكن غير المستشفيات الجامعية
أولاً : من تعلم في المستوصفات الخاصة فاكتسب مهارة أفضل
ثانياً : من خرج خارج جمهورية مصر العربية وتعلم في مستشفيات دول أخرى
ثالثاً : من وقع حظه في نواب (أطباء مقيمين) عندهم ما يكفي من العلم والمهارة
رابعاً : من هو مصرٌ تمام الإصرار على أن يتعلم ويرفض مبدأ الركوست
والركوست هو لعنة سنة الامتياز وله قصة سوف أقصها عليكم المرة القادمة بمشيئة الرحمن ولنا مرة أخرى نتحدث فيها عن الاختصاصات التي يقوم بها طبيب الامتياز داخل مستشفيات جمهورية مصر العربية فانتظرونا إن شاء الله
ـ
مقالات مرتبطة

السبت، يناير ٢١، ٢٠٠٦

سر البكاء

أطال النواحَ عليّ البكاءُ ..... وصرت له ألماً موجعا
فلما توسلت منه الرجوع ..... إلى صمته لم يجد مرجعا
وقال البكاء بعينٍ تفيـــض ..... إذا ما رأت جبهتي مدمعا
ـ" لإنك أنت الصغير الحزين ..... تعاني من الهم ما أوقعا
ولا يتحمّــل ذاك امــرؤ ... سوى اختار من موته موضعا" ـ
فقلت له " كيف أشكو الشقاء" .... وأنكرت ما قاله وادعى
فقال "تظنك أخوى الهموم ..... وتحسب نفسك مستمتعا
ألا انظر بمرآة صدق الحيـاة ..... لوجهك إن لم تكن مقنـَعا
ستحسبه المســــخ لكنــه ..... دليلٌ عليك وقد أطلعــــا " ـ
نظرت لحيــث أشار البكاء ..... فأبصرت بي شبحاً مفزعا
فعدت فقلت له " ويح نفسي ..... لإني تبينت لي مصرعا
أهذا أنا ماثــلٌ يــا بكــاء ..... أجبني فقولك لن يخدعا " ـ
فقال وحسـرتــــه مـــلـــؤه ..... " وأسوأ يا سيدي موقعا
أسيرٌ لوحدة هذا العــــذاب ..... يفرق بالحزن ما جمـّــعا
تعيش الوحيد وكلٌ يعيش ..... - سواك - لمحبوبه مُوسَعا"ـ
فلما تداركت سـر البكــاء ..... تداعيت في مكمني مُقـمَعا
أنا الآن ينخر داء العجوز ..... بصدري ويحلو لـه ما سعى
لأني وحيد بـلا صاحـــبٍ ..... صحبت البكـاء لنبقى معا
ـ
إسلام محمد الجمل
15/3 /2005